الأحد، 25 ديسمبر 2011

رسالة من سيدة حاقدة // نزار قبانى


رسالة من سيدة حاقدة



لا تدخلي 

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك


 … وزعمت لي … 

أن الرفاق أتوا إليك …


 أهم الرفاق أتوا إليك 
أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟ 

وصرخت محتدماً : قفي !


 والريح … تمضغ معطفي … 

والذل يكسو موقفي …


 لا تعتذر يا نذل لا تتأسف 


أنا لست آسفةً عليك …


 لكن على قلبي الوفي 

قلبي الذي لم تعرف …


 ماذا لو انك يا دني …


 أخبرتني 

أني انتهى أمري لديك …


 فجميع ما وشوشتني 
أيام كنت تحبني …


 من أنني … 

بيت الفراشة مسكني …


 وغدي انفراط السوسن 

أنكرته أصلاً كما أنكرتني … 
لا تعتذر … 

فالإثم … يحصد حاجبيك


 وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك 

ورباطك … المشدوه … يفضح 

ما لديك … ومن لديك 

 
يا من وقفت دمي عليك 

وذللتني ونفضتني 

كذبابةٍ عن عارضيك 

ودعوت سيدةً إليك ..


 وأهنتني 
من بعد ما كنت الضياء بناظريك … 
إني أراها في جوار الموقد …


 أخذت هنالك مقعدي … 
في الركن … ذات المقـعد … 
وأراك تمنحها يداً …


 مثلوجةً … ذات اليد … 

ستردد القصص التي أسمعتني … 
ولسوف تخبرها بما أخبرتني … 
وسترفع الكأس التي جرعتني … 
كأساً بها سممتني 

 
حتى إذا عادت إليك …


 لترود موعدها الهني … 

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

 وأضعت رونقها كما ضيعتني …


0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Translate